إحياءً للذكرى الـ200 منذ أن أجبرت فرنسا هايتي على دفع فدية بقيمة 150 مليون فرنك ذهبي مقابل اعترافها باستقلالها، نظّمت عدة منظمات ندوة حوارية في المركز الثقافي البرازيلي بهايتي في منطقة بيتيون فيل يوم الخميس 24 أبريل 2025.
منظمات مثل KKR1825 (الائتلاف ضد فدية 1825)، PAPDA، وSèk Janil أطلقت نداءً واسعًا للمطالبة بالعدالة والتعويض، واصفة ما حدث بأنه “جريمة تاريخية ضد الشعب الهايتي”.
كاميل شالمرز، المتحدث باسم الحزب السياسي RASIN Kan Pèp La، صرّح قائلًا:
“على فرنسا أن تعيد إلى هايتي ما سرقته. ويجب عليها دفع ثمن الجرائم التي ارتكبتها على مدى أكثر من 320 عامًا من الاستعمار والعبودية والنهب”.
ديرينكس بيتي-جان، عضو ائتلاف KKR1825، شدد على الأثر الكارثي الذي تركته تلك الفدية على هايتي:
“هذا ليس دينًا أخلاقيًا، بل دين إجرامي. لقد دمّر اقتصاد البلاد وأبطأ تطورها”.
دعوة للنهوض من كل فئات المجتمع
وجّه الطلبة الشباب في منظمة “Sèk Janil” دعوة لجميع قطاعات المجتمع للاتحاد والمطالبة بالتعويض:
“يجب أن يثور الشعب. المطالبة بالعدالة حقنا، ومن حقنا أن نطالب فرنسا بإعادة ما سرقته”.
ويسفيلت مونديليس، مدير جمعية التحفيز والتواصل الاجتماعي (SAKS)، دعا وسائل الإعلام إلى الانخراط في هذا النضال:
“نحن بحاجة إلى سردية مختلفة عن هايتي. يجب ألّا نحارب البلد، بل نتضامن مع الشعب. على الإعلام أن يكون في صف الشعب”.
ميشيرلين إسلاندا أدييل، عضو منظمة TK، أكدت على دور الفلاحين وقالت:
“الفلاحون هم من حملوا عبء الفدية. وحتى اليوم، هم من يعانون أكثر من غيرهم”.
من المهم التذكير أنه في عام 1825، أرسلت فرنسا عدة سفن حربية إلى السواحل الهايتية ومارست ضغوطًا على الحكومة الهايتية لإجبارها على دفع 150 مليون فرنك ذهبي، لتعويض المستعمرين الفرنسيين السابقين. وتُعد هذه الفدية أكبر سرقة في التاريخ الحديث. أما اليوم، فتُقدّر هذه القيمة بما يعادل 114 مليار دولار أمريكي.
العدالة لهايتي، والتعويض والاسترداد
أعلنت هذه المنظمات أنها ستواصل النضال حتى تعترف فرنسا بمسؤوليتها وتُعيد الأموال التي نهبتها من هايتي. وأكدت أن الأمر لا يتعلق فقط بمسألة اقتصادية، بل هو معركة من أجل الذاكرة، والكرامة، والتعويض التاريخي.
المصدر: وكالة الصحافة الشعبية الهايتية (APPA)

