في إطار الندوة الدولية العاشرة التي ينظمها المركز العالمي للدراسات الإنسانية (CMEH) تحت عنوان: “اليوتوبيا قيد التحقق، مسارات نحو الأمة الإنسانية العالمية”، سيتم يوم الأحد 11 مايو على الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش عبر زووم-01، تقديم عرض بعنوان: “نحو اقتصاد كوكبي إنساني”، يقدّمه غييرمو سولينغز (الأرجنتين)، حيث سيتحدث عن مختلف اليوتوبيا الجارية في مجال الاقتصاد الإنساني، والتي تساهم اليوم في تغييرات جوهرية للنموذج الاقتصادي السائد.

وقد أجرت وكالة Pressenza حواراً مع غييرمو سولينغز، قدّم فيه لمحة عن عرضه:

Pressenza: ما هو الاقتصاد الكوكبي الإنساني؟

غييرمو سولينغز: منذ زمن طويل، يدرس الإنسانيون ويطوّرون مقترحات لبناء نموذج جديد من المجتمعات يكون فيه الإنسان هو القيمة المركزية؛ وقد فعلنا ذلك في مجالات متعددة، وكان الاقتصاد من بينها.

يمكننا تلخيص بعض الاستنتاجات بالقول إن الاقتصاد المتمركز حول الإنسان سيكون اقتصاداً توزع فيه الثروة بشكل أكثر عدلاً، لضمان جودة الحياة لجميع البشر بدون استثناء، ولكن من خلال نوع من التطور الإنتاجي لا يستنزف البيئة، ويُدار من خلال نظام مالي جديد لا مكان فيه للربا والمضاربة.

من الصعب حصر وشرح جميع المقترحات هنا، لكنني أود التأكيد على أنه في عالم مترابط بالكامل، لا يمكن صياغة هذه المقترحات لدولة واحدة معزولة، بل يجب أن تكون سياسات شمولية على المستوى العالمي.

فالسياسات الاقتصادية التحويلية يجب أن تكون عالمية لكي تكون فعالة، لأن مشكلات اليوم عالمية، وبالتالي يجب أن تكون الحلول عالمية أيضاً؛ ولهذا نتحدث عن “اقتصاد كوكبي”.

قبل بضعة عقود، عندما كانت العولمة الاقتصادية تتسارع، كان الإنسانيون يفضلون الحديث عن “الكونية” كضرورة، أي التكامل والتكافل بين الشعوب بأوسع معانيها. أما العولمة المزعومة فلم تكن سوى تدويل وتمدد لرأس المال الكبير، مستغلاً الشعوب، ومسيطراً على الحكومات، وناهِباً للكوكب، ومُضاعفاً للمضاربة المالية.

وهذه العولمة بالتحديد هي ما تمرّ بأزمة اليوم، ولكن الحل لا يكمن في الانغلاق على القومية أو الحمائية؛ بل في التقدّم في مسار “الكونية” كعملية تكامل بين الشعوب، وستكون نتيجتها على المستوى الاقتصادي هي “الاقتصاد الكوكبي الإنساني”، المُنسّق من خلال اتفاق تضامني بين الأمم.

قد يبدو كل هذا “يوتوبياً”، وهذا ليس سيئاً، لأن اليوتوبيا تحفز الناس، ولكن لِنقل أيضاً إنها ضرورة، لأنه لا يمكن عكس مسار الاقتصاد التدميري الحالي دون توافق بين جميع الشعوب.

Pressenza: هل بدأت اليوتوبيا بالفعل؟ وكيف؟

سولينغز: هناك العديد من المشاريع الجارية التي تنسجم تماماً مع التصور الإنساني للاقتصاد، مثل تعاونيات العمال، الاقتصاد الدائري، الدخل الأساسي الشامل، اقتصاد التباطؤ، الاقتصاد المختلط، اقتصاد العيش الكريم، التنمية المستدامة، البنوك دون فوائد، والعديد من المبادرات الأخرى التي يقودها أناس يمتلكون رؤى تحويلية.

ولا أشك في أن كل هذه المبادرات ستتلاقى في مشروع عالمي عندما تشعر الشعوب بالحاجة إلى تغيير هذا النموذج الاقتصادي الفرداني والعنيف والإقصائي والمُفترِس، وسيحدث ذلك عندما تصبح الأزمات التي يولدها هذا النموذج غير قابلة للإدارة.

فاليوتوبيا لا تعيش فقط في قلوب من يطبقون بالفعل مشاريع بديلة عن النظام القائم، بل أيضاً في قطاعات واسعة من الشعوب التي خرجت إلى الشارع مراراً وتكراراً للمطالبة بتغييرات جذرية، والتي ستفعل ذلك مرة أخرى بتواتر أكبر، كلما تكشّفت أكاذيب هذا النظام اللاإنساني في أزمات جديدة وأشد.

Pressenza: ما هي شروط تحقق هذه اليوتوبيا حالياً؟

سولينغز: التطور التاريخي ليس خطياً؛ هناك تقدم وتراجع، ولكن على المدى الطويل، فإن هذا التطور لا مفر منه.

حالياً، قد يبدو أن صعود اليمين المتطرف عالمياً لا يوفّر أفضل سياق للتحولات الاقتصادية التي نتحدث عنها، وبالأخص التعاون الدولي اللازم لها.

لكن هذا السياق الحالي، والذي هو في معظمه نتيجة لفشل العولمة التي صُمّمت – كما قلنا – لصالح رأس المال المتراكم والمُفترِس، قد يتغير بسرعة، لأن القوى الرجعية التي استفادت من سخط الشعوب لتصل إلى السلطة، لن تتمكن من حل مشكلات الشعوب، بل ستزيدها سوءاً، مما سيُسرّع الأزمة النهائية للنظام.

وعندما تقترب هذه الأزمة، ستخرج تلك اليوتوبيا التي بدت نائمة في قلوب الناس، مطالبة بتغيير جوهري ونهائي في النظام الاقتصادي، وسيكون من الضروري حينها وجود مرجعيات واضحة لمشاريع تحويلية.

للمشاركة في الندوة الدولية العاشرة للمركز العالمي للدراسات الإنسانية، يرجى زيارة رابط التسجيل التالي: Inscripción | CMEH-CMSU-HWCS 10th World Symposium / 2025

معلومات إضافية على موقع الندوة: Enunciación | CMEH-CMSU-HWCS 10th World Symposium / 2025