لا حصر للفعاليات التي انتشرت مرة أخرى أمس في جميع أنحاء إسرائيل، في تكرار لم يوصف بـ”الإضراب العام“، لكنه سجل مشاركة عشرات الآلاف من المتظاهرين، بالإضافة إلى انضمام العديد من الأنشطة التجارية والجامعات والجمعيات المدنية وحتى الشركات، التي سمحت لموظفيها بالتغيب عن العمل لبضع ساعات على الأقل، ليتمكنوا من إضافة أصواتهم إلى صخب الصيحات والشعارات.
وكما حدث في الإضراب العام الكبير يوم الأحد 17 أغسطس، تم الدعوة إلى هذا الاحتجاج المتواصل من قبل منتدى عائلات الرهائن، وبدأ في الساعة 6:29 بالتوقيت المحلي (5:29 بتوقيت أوروبا الوسطي) . مع لحظات متفاوتة من الشدة، استمرت التعبئة طوال اليوم، مع إغلاق الطرق الرئيسية، وإشعال الإطارات، واعتصامات مطولة أمام منازل نتنياهو وأعضاء آخرين في الكنيست، لتبلغ ذروتها بمسيرة حاشدة انطلقت من محطة تل أبيب ووصلت إلى ساحة الرهائن، وامتدت كالفيضان إلى جميع المناطق المجاورة، بما في ذلك المنطقة التي تقع مباشرة أمام مقر قيادة الجيش الإسرائيلي.

لقد كانت مرة أخرى مظاهرة كبيرة للوحدة والتصميم، جمعت العديد من المنظمات الإسرائيلية المختلفة، التي أبدت جميعها تضامنها مع منتدى عائلات الرهائن في المطالبة باستئناف، بل وإنهاء المفاوضات التي تم تجميدها مرارًا وتكرارًا من قبل حكومة نيتانياهو، باعتبارها الأمل الوحيد الممكن لرؤية العشرين رهينة الذين ما زالوا على قيد الحياة أحرارًا. ولكن بين الشعارات واللافتات والرايات التي اكتظت بها الساحة بالإضافة إلى صور الرهائن، لم تخلو المظاهرة من نداءات ”أوقفوا الحرب“، ”أوقفوا الاحتلال“، ”أوقفوا الإبادة الجماعية“، لا للجوع كسلاح حرب، السلام الآن: حشد أكثر تماسكاً من أي وقت مضى في تأكيد المعارضة الجماعية للخطة الوشيكة للاحتلال والإخلاء الحتمي لمدينة غزة، والمطالبة الأكثر إلحاحاً من أي وقت مضى بإيجاد حل سياسي للصراع.