بعد مرور أسبوع على الجولة الثانية من الانتخابات، عاد اليوم متساكنو الإكوادور إلى أنشطتهم اليومية، وهم منقسمون بين من يعترف بفوز الرئيس المترشح دانيال نوبوا، وبين من يندّد بوقوع “تزوير انتخابي ضخم” كما صرّحت به المرشحة المعارضة لويسا غونزاليس. ووفقًا للقوانين الانتخابية، يُنتظر أن يُكمِل المجلس الانتخابي العد النهائي للأصوات، تمهيدا لتقديم الطعون. وقد أعلن حزب “الثورة المواطنة” عزمه على تقديم طعن رسمي.
— بقام: كارلوس كريسبو بورغوس —
لكن، وبصرف النظر عن هذه الطعون، يبدو أن التجاوزات التي ارتكبها المرشح الرئيس ستظل بدون محاسبة، رغم أنها تُقوّض شرعية العملية الانتخابية، مثل استخدام الأموال العامة في حملته، وعدم امتثاله للدستور برفضه أخذ إجازة من منصبه أثناء الحملة، ومنعه نائبة الرئيس من تولّي مهامه مؤقتًا خلال تلك الفترة. كل هذه الممارسات لطّخت شرعية الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت يوم 13 أبريل الماضي.
ولم يستقر الوضع في البلاد بعد، فالمناخ العام لا يزال يسوده التوتر والريبة، وقد تم اتخاذ إجراءات رسمية ذات طابع قمعي وترهيبي، من بينها نشر قائمة تضم أكثر من 100 شخص، يُشتبه في أنها تهدف إلى ملاحقتهم، حسب ما صرّح به المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس دييغو بورخا (إذاعة بيتشينتشا، 21 أبريل 2025). وفي الوقت الذي يُفترض أن يردّ النظام على الاتهامات المُثارة بشأن شرعيته، اختار إطلاق رواية ذات طابع تحريضي، حيث أعلن عن “خطة اغتيال” يُزعم أن منفّذيها قتلة مأجورون قادمون من المكسيك، لاستهداف حياة الرئيس الحالي، وهو ما نفته وزارة الخارجية المكسيكية على الفور، مؤكدة أن هذه الادعاءات “زادت من تفاقم الأزمة بين المكسيك والإكوادور بعد تصريحات نوبوا العدائية عقب فوزه” (جريدة إلباييس (El País América) – أمريكا، 21 أبريل 2025).
لكن القلق الأكبر اليوم، يتجاوز مسألة مآل الانتخابات، ويتمثل في أن ما تبقّى لنا هو مجتمع ممزق ومنقسم بعمق، تغذّى طويلاً على الكراهية السياسية التي أُشعلت من طرف السلطة ووسائل الإعلام الكبرى، وتفاقم هذا الوضع بفعل الخوف من تصاعد العنف المرتبط بالجريمة المنظمة، وانعدام الثقة نتيجة أكثر من عام من العسكرة بحجة “الحرب الداخلية”.
وفي هذا المناخ المتوتر، ألمح وزير الداخلية إلى أن “خطة اغتيال الرئيس” تقف وراءها “رغبة في الانتقام من قبل الخاسرين السيئين”. وفي تعليقه على ذلك، حذر راميرو أبيلا، القاضي السابق في المحكمة الدستورية، من خطورة أن يقوم النظام بتصنيف الإكوادوريين إلى “أخيار وأشرار”، مشيرًا إلى أن هذه الخطابات مثيرة للريبة وغير صحية، ولا تليق بما بعد عملية انتخابية، لأنها تزرع العداء داخل المجتمع وتُبشّر بوقوع انتهاكات لحقوق الإنسان (إذاعة بيتشينتشا، 21 أبريل 2025).
الفترة المقبلة لن تكون سهلة على الشعب الإكوادوري. ومع ذلك، تبقى التفكير الهادئ، وصياغة بدائل جديدة، وإعادة بناء القدرة على التعبئة الشعبية، كلها مسارات ممكنة للخروج من الأزمة.

